شهد منتدى روسيا - إفريقيا الاقتصادي والإنساني، المُقام في سانت بطرسبرغ، عقد حلقة نقاشية حول التعاون الدولي في مجال الأمن المالي.
وحضر الفعالية رئيس هيئة الرقابة المالية الروسية (روسفينمونتورينغ) السيد يوري تشيخانتشين. حضر الندوة ممثلان عن كل من الوكالة وبنك روسيا. فمن الوكالة، حضر سكرتير الدولة نائب المدير السيد هيرمان نجلياد، بينما مثل بنك روسيا مدير قسم الرقابة المالية ومكافحة غسل الأموال السيد إيليا ياسينسكي. علاوةً على ذلك، انضم إلى النقاش السيد أوليغ إيفانوف، النائب الأول للمدير العام للمركز الدولي التربوي والمنهجي للرصد المالي
وشارك بفعالية في مناقشة الندوة رئيس وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بمصر سعادة القاضي أحمد سعيد خليل ومدير عام وحدة الاستخبارات المالية المصرية السيد محمد رفيق، وممثل أمانة مكافحة غسل الأموال بمجموعة شرق وجنوب أفريقيا، السيد مولوكين دوبال، بالإضافة إلى السيد سيرغي تيتيروكوف الأمين التنفيذي لمجموعة العمل الأوراسية المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأدار مناقشات المنتدى السيد نيكولاي جورافليف، نائب رئيس مجلس الاتحاد في روسيا الاتحادية.
وشكلت مسألة استغلال التطورات التكنولوجية الحديثة، لا سيما في المجالين المعلوماتي والمالي، لأغراض إجرامية، محورًا هامًا من محاور النقاش خلال الجلسة، وذلك في كل من روسيا والقارة الأفريقية. من بين هذه الممارسات الاحتيال عبر الهاتف والإنترنت، ومخططات بونزي المالية الهرمية في العالم الرقمي. وباتت العملات الرقمية أداة شائعة لغسل الأموال بين أيدي المجرمين. في الوقت نفسه، تتميز هذه الجرائم بكونها ذات طبيعة عابرة للحدود.
واستعرض المشاركون خبراتهم في التعاون الدولي لمكافحة هذه الجرائم وغيرها، وعرضوا سبل تقليل المخاطر والتهديدات القائمة. وتناول ممثلو الدول الأجنبية آليات عمل أنظمة مكافحة غسل الأموال الوطنية، وشرحوا تعاونهم مع القطاع الخاص، وعرضوا مبادرات رائدة في هذا المجال.
في خطابه، قدم وزير الدولة - نائب المدير السيد هيرمان نيجلياد أمثلة على الأعمال الإجرامية التي يواجهها المواطنون الروس والكيانات القانونية. ومن اللافت للانتباه أنّه غالبًا ما تُنفذ عمليات الاحتيال التي تُستهدف المواطنين الروس من أراضي أوكرانيا ودول البلطيق.
وفي معرض حديثه عن مكافحة الجرائم ذات الصلة بالعملات المشفرة، أشار السيد هيرمان نيجلياد إلى فعالية منتج برمجيات "بلوكتشين الشفاف" الذي تم تطويره في روسيا. حيث يتيح هذا البرنامج إمكانية رؤية وتحليل معاملات العملات الرقمية. وقد أثبت تحليل من هذا النوع فعاليته في كشف الأدلة وحلّ القضايا الجنائية، وقد تم استخدامه بنجاح في العديد من القضايا التي وصلت إلى المحاكم.
وشدّد نائب مدير الوكالة على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجريمة العابرة للحدود. وأوضح المتحدث أن هيئة الرقابة المالية الروسية (روسفينمونتورينغ) لديها علاقات تعاونية مع تسع دول أفريقية في هذا المجال.
وقال السيد هيرمان نجلياد: "تتيح العلاقات بين روسيا والدول الأفريقية فرصةً استثنائية لتقديم نموذجٍ يحتذى به للتعاون المهني، حيث تُقدّم مصالح الأمن، بما في ذلك الأمن المالي، على الاعتبارات السياسية".
وقدم السيد نيكولاي جورافليف في النقاش شرحًا مفصلًا لتطوير الإطار القانوني الروسي لمكافحة غسل الأموال ومنع مخاطر هندسة الخداع الاجتماعي. وأسهب قائلًا: "نسعى جاهدين حاليًا لإقرار مشروع قانون يُحارب الأنشطة الاحتيالية في المجال المالي، مثل مخططات بونزي الهرمية، والتي تمارسها جهات غير خاضعة لرقابة الجهة التنظيمية العليا، وتستغل أموال المواطنين - المستثمرين عديمي الخبرة - وتُشكل مخاطر جسيمة على سلامتهم المالية".
وتمّ التطرق خلال الجلسة إلى قضايا تعزيز الوعي والمعرفة بالسلامة المالية، حيث قدّم السيد أوليغ إيفانوف، ممثل المركز الدولي التربوي والمنهجي للرصد المالي، عرضًا حول الأولمبياد الدولي للأمن المال ونشاطات المعهد الشبكي الدولي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
واتفق جميع المشاركين في النقاش على أن أمن أي دولة لا يمكن تحقيقه بمعزل عن التعاون الدولي. ومن الأهمية بمكان استمرار توحيد جهود الجهات والمنظمات المختصة في هذا الإطار.