انعقدت في مدينة نيجني نوفغورود فعاليات الجلسة العامة للمنتدى الدولي العلمي والعملي "القضايا الملحة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، والذي يُقام خلال الفترة من 24 إلى 26 أبريل.
وحضر هذا الحدث مدير هيئة الرقابة المالية الروسية (روسفينمونتورينغ) السيد يوري تشيخانشين، نائب رئيس مجلس الاتحاد في الجمعية الاتحادية لروسيا الاتحادية السيد نيكولاي جورافليف، وحاكم مقاطعة نيجني نوفغورود السيد غليب نيكيتين، وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بين الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون وممثلون عن الوزارات والمنظمات المختصة من بيلاروسيا والبرازيل ومصر والهند وقيرغيزستان والصين وكوبا ومدغشقر والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان. وأدار المناقشة السيد نيكولاي كولاشيفسكي، مدير معهد ليبيديف الفيزيائي التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والسيدة إيكاترينا كامينيفا، نائبة رئيس الجامعة المالية التابعة لحكومة روسيا الاتحادية.
وشدد رئيس هيئة الرقابة المالية الروسية (روسفينمونتورينغ) السيد يوري تشيخانشين، خلال كلمته التي ألقاها أمام ضيوف المنتدى، على أهمية وضع استراتيجية موحدة على صعيد المجتمع الدولي في إطار مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، لمواجهة التهديدات المشتركة التي تهدد الأمن والاستقرار في العالم، وتشمل الإرهاب الدولي والتطرف، والاتجار غير القانوني بالمخدرات، والجريمة المنظمة عابرة الحدود، والفساد، وإساءة استخدام التقنيات الجديدة لأغراض إجرامية.
وأعرب رئيس المخابرات المالية الروسية يوري تشيخانتشين عن ثقته بضرورة توحيد إمكانيات أنظمة مكافحة غسل الأموال الوطنية على مستوى الدول، بما في ذلك بناءً على توصيات فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية (FATF)، للحد من المخاطر إلى أدنى حد، إذ قال:
"من المهم التأكيد على أن التعاون في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بين جميع الدول يسمح، من خلال الجهود المشتركة، بتقديم مساهمات كبيرة في تشكيل نظام عالمي سلمي وآمن. وعلى الرغم من التمثيل الواسع والموقع الجغرافي المميز لمشاركين في المنتدى، إلا أننا نتوحد تحت هدف واحد هو تعزيز التعاون الدولي للحد من المخاطر والتهديدات المشتركة في مجال الأمن، لا سيما الأمن المالي.
كما تم التأكيد على ضرورة اتباع نهج وقائي لمواجهة التهديدات الراهنة، ورفع مستوى الشفافية في حركة الأموال، وإنشاء إطار تنظيمي وقانوني سليم، وتعزيز التعاون الدولي في تبادل المعلومات، وتطوير أدوات حديثة لتحليل معاملات العملات الرقمية.
وخاطب السيد نيكولاي جورافليف الضيوف بكلمة ترحيبية. وأكد على أهمية التنظيم القانوني كأحد الأدوات الفعّالة لخفض المخاطر في مختلف المجالات:
"من أجل الارتقاء بجودته، يمكن إرساء حوار مثمر بين المشرعين ومنفذي القانون في بلدينا، وتبادل أفضل الممارسات التنظيمية والنصوص التشريعية. ويجري بالفعل هذا العمل على مستوى العديد من المنصات الدولية. ومن المقرر أن يعقد المنتدى البرلماني لمجموعة البريكس في سان بطرسبرغ في شهر يوليو المقبل. كما أن منتدى برلمانيي الدول الأعضاء في المجموعة الأوراسية المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يعمل بنشاط.
وصرح حاكم منطقة نيجني نوفغورود غليب نيكيتين بالقول بأن الحكومة الإقليمية تولي اهتمامًا كبيرًا للتنمية الشاملة للتعاون مع الدول الأخرى:
"سيشهد عام 2024 إقامة مجموعة من الأحداث في مقاطعة نيجني نوفغورود تحت مظلة منتدى "بريكس". إنّ حجم المهام الموكلة هائلٌ بالفعل. ومع ذلك، فإن العمل الجماعي والتزامنا بمبادئ المساواة والدعم المتبادل بين الشركاء، مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح بعضنا البعض، يمكّننا بالفعل من حلّ أشدّ القضايا إلحاحًا على الصعيدين العالمي والإقليمي.
شددت مارغريتا أندرونوفا، المديرة التنفيذية للمركز الدولي التربوي والمنهجي للرصد المالي، خلال كلمتها على أهمية التعاون الدولي في تدريب الكوادر البشرية المختصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
"واليوم، لم تعد ظاهرة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، فضلًا عن الأمن المالي، مقتصرة على بلد واحد، بل باتت تشكل تحديًا عالميًا يتطلب تضافر الجهود الدولية لمكافحتها. وباتت تحديات عالمية عابرة للحدود والقوميات. ومن هنا تأتي أهمية إنشاء فضاء تعليمي دولي موحد، يتيح التفاعل بين العلماء والمعلمين والمتخصصين والطلاب والتلاميذ من مختلف الدول"
ناقش المشاركون في الجلسة العامة آليات خفض المخاطر المشتركة وقضايا التعاون الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب، وتبادلوا الخبرات وأفضل الممارسات في مجال مكافحة الجرائم المالية، بما في ذلك غسل الأموال.
ملاحظة: جمع المنتدى العلمي والعملي الدولي "القضايا الملحة لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب" أكثر من 400 مشارك من أكثر من 20 دولة. ينعقد المنتدى في مدينة نيجني نوفغورود في الفترة ما بين 24 و26 أبريل، ويضم موائد مستديرة ونقاشات مفتوحة، وفعاليات على هامش منتديات بريكس ورابطة الدول المستقلة، والمنتدى الدولي لهيئات الرقابة، والمجلس الدولي للامتثال، والمؤتمر الدولي للطلاب للبحث العلمي والتطبيقي، فضلاً عن فعاليات أخرى.